مخترع الكهرباء.اديسون

اديسون المخترع الذي اضاء العالم بالكهرباء

لايمكن لاي انسان معاصر ان ينسى اديسون في كل نهار وكل ليلة فعندما نضغط على زر الكهرباء فيعم الضوء المكان المعتم يجب ان نتذكر اديسون وعندما نرفع سماعة الهاتف الارضي وعندما نستمع الى الراديو والمسجل وعندما نكتب على الالة الكاتبة وعندما نشاهد الافلام في دور السينما وعندما نرسل البرقيات ونحن نستعمل الكثير من المخترعات الحديثة لا بد ان نتذكر بشيء من الاجلال والتقدير هذه الشخصية العبقرية في اختراعاتها التي كانت عونا للانسانية في حياتها وهي شخصية المخترع الامريكي الفذ توماس اديسون.
لقد سجل هذا الرجل العبقري اديسون ما ينوف على الالف اختراع 200 منها في التلغراف والتلفون وبضع مئات منها متعلقة بالمصباح الكهربائي - اللمبة ومحطات توليد الكهرباء وكثيرمنها متعلق بالمسجل او حاكي الاسطوانات وكذلك فصل الحديد عن
الصخور والاتربة وصنع مادة للبناء هي الباطون والكثير جدا من المخترعات والتحسينات الرائعة التي طورها على بعض الاجهزة والمواد.
وكان اديسون محبا جدا جدا للعمل فقد قال ذات مرة وهو في سن 84 عاما ''انني اتطلع الى الامام وعلي ان اعمل على لاقل 15 سنة اخرى ففي سن المائة يكون الاوان قد آن للتوقف عن العمل'' ولكنه توفي في هذا السن من عمره عام 1931م.
وعندما سئل ان كان يوافق على ان ياخذ العلم اجازة عشر سنوات لكي تتمكن الانسانية من اللحاق بركب التقدم العلمي اجاب ان اختباراته علمته ان العلم لا ياخذ اجازة على الاطلاق لقد كان يتقدم كل لحظة عبر ملايين السنين واغلب الظن انه
سيواصل هذا التقدم دون توقف ونحن انما بدأنا نحك السطحيات لنتجاوز ظاهرالامور.
وكان اديسون قد ولد في قرية ميلان التابعة لولاية اوهايوالامريكية في العام 1847م في اسرة ميسورة ليست بالغنية
ولا بالفقيرة وقد ظهرت حدة الذكاء عند اديسون وهو ما يزال في الخامسة من عمره
فقد كان يردد الاغاني التي كان يسمعها من عمال السفن وكان دائم السؤال والاستفسار والاخرون كثيرا ما يعجزون
ويقولون له لا نعرف فيقول لهم لماذا لا تعرفون؟
اخذته امه الى المدرسة طفلا صغيرا ولكنه لم يلبث فيها سوى 3 اشهر فقط فقد طرد من المدرسة فقد قال عنه احد مفتشي المدارس انه طفل ناقص العقل وقال عنه استاذه انه فتى فاسد وليس مؤهلا للاستمرار في المدرسة بعد الان فقد كان
الطفل اديسون يجلس في الصف ويقضي وقته في الرسم والتلفت فيما حوله والاستماع الى ما يقوله الاخرون وكان يلقي اسئلة غير معقولة ومع ذلك كان يرفض الاجابة عن أي سؤال حتى تحت طائلة العقاب.
وهكذا يقرر الطفل ان لا يذهب الى المدرسة ابدا لان معلمه وصفه بانه طفل فاسد فجاءت امه وقالت
للمعلم انك يا سيدي لا تعرف ما تقول ان ابني طفل ذكي جدا سآخذه الى البيت واعلمه بنفسي فقد كنت انا معلمة
وسأريك ما يمكن الوصول اليه مع هذا الولد.
وبدأت بالفعل مرحلة تعليم وتثقيف الولد اديسون على يد والدته التي كانت مثقفة فعلمته الكتابة الصحيحة والدقة في علم الحساب وقد ساعدته على ان يطالع كتب تاريخ اليونان والرومان والتاريخ الامريكي وروايات شكسبير وهيجو وروبنسون
كروزو والكتاب المقدس وكتب العالم البريطاني نيوتن وقاموس العلوم واسماء اعظم المخترعين وما اخترعوه حتى حفظها وظل يرويها - تلك الاختراعات العلمية - كثيرا وكتب اخرى عديدة تتناول الفيزياء والكيمياء وقد قيل انه تثقف بكل
هذا وغيره ولم يبلغ من العمر 11 عاما وقد اعجب جدا بحياة وتجارب العالم جاليلو وهي ان اسلوب جديد للكشف عن الحقيقة بالتجربة والاختبار وليس بمجرد ما يقرره العلماء في كتبهم وقد اعتمد اديسون هذا الاسلوب فيما بعد طوال عمره وقد علمته والدته نانسي مستوى عاليا من السلوك مع الالتزام بقيم الشرف والامانة والصدق والمثابرة كما زرعت في نفسه حب بلاده وحب الانسانية.
وهكذا ذهب تفكير الفتى توماس اديسون الى ان يقوم بتجهيز معمل صغير لنفسه في حجرة في اسفل المنزل وجمع فيه صفوفا من زجاجات المواد الكيميائية المختلفة وحول ذلك يقول الكاتب احمد شكري سالم في كتابه صناع الحياة ان اديسون كتب على
كل زجاجه منها كلمة سم ولعله كان يقصد تخويف المتطفلين وكان ينفق كل ما يحصل عليه من والديه في شراء المواد الكيمياوية والاسلاك والنحاس والخارصين لعمل البطاريات .. الخ.
وفيما بعد توالت اختراعات وتحسينات وتطويرات اديسون الكهربائية ففي عام 1877 توصل الى اختراع الحاكي - الفوتوغراف رغم انه اصيب بصمم في اذنيه ليس كاملا بالطبع بسبب احداث مروعة مرت في حياته العملية وفي عام 1885 سجل اديسون اختراعا للاتصال اللاسلكي وسار شوطا في طريق الوصول لاختراع الراديو ولكنه توقف في اول الطريق حيث انه بعد سنوات باع حقوق اختراعه للمخترع ماركوني كذلك لعب اديسون دورا رئيسيا هاما في اختراع اللمبة الكهربائية وتحسينها حتى اصبحت في متناول كل الناس في السوق رغم ان الفضل الاول في اختراعها يرجع الى سوان في انجلترا لكن جهود اديسون الجبارة هي التي مكنت من هذا الاختراع في ان يصبح ذا فائدة هامة ومباشرة
للانسانية.