لزهر بوعلي مدير المنتدى
عدد المساهمات : 664 تاريخ التسجيل : 17/12/2013 العمر : 51 الموقع : الجزائر
| موضوع: مقالة فلسفية حول المسؤولية والجزاء الأربعاء 22 يناير - 18:00 | |
| المسؤولية والجزاء المسؤوليـة/Responsabilité هي تحمل الإنسان لنتائج أفعاله حسنة كانت أم سيئة *-*
شروطها/ 1- الحرية: لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون الفعل قد اختاره بمحض إرادته - 2 العقل/ لا يكون المرء مسؤولا حتى يكون قادرا على التمييز بين الخير و الشر، أي أن يكون راشدا و واعيا ، و قاصدا *-*أنواعــها / 1- مسؤولية أخلاقية: يكون المرء مسؤولا أمام سلطة الضمير ، 2- مسؤولية اجتماعية : يكون فيها مسؤولا أمام المجتمع ، و تنقسم إلى مدنية و جنائية الجزاء/ هو ما يترتب عن الفعل من ثواب أو عقاب . و العقـــــاب هو إلحاق الضرر بصاحبه ملاحظة/ يمكن استعمال هذه المفاهيم في المقدمة و الإشارة إلى إلى أن مشكلة المسؤولية و الجزاء من المواضيع التي لا تزال تثير الجدل بين الفلاسفة و أصحاب الاختصاص و المشكلة المطروحة هي : هل الجزاء قصاص أم إصلاح ؟ هل له هدف أخلاقي أم اجتماعي ؟ -ا- رأي المثاليين/ الجزاء له غرض أخلاقي كالتكفير عن الذنوب و تطهير النفس من الدنس الذي لحق بها ، و ينبغي أن يتساوى مع حجم الجريمة المقترفة إنصافا للعدالة و التزاما بمبدأ القصــــاص. الحجة عقلية / إن المجرم حر يتصرف بإرادة و بإمكانه الامتناع عن الفعل السيئ و هو كائن عاقل يميز بين الخير و الشر و يعي أن الفعل الذي يقدم عليه جريمة يعاقب عليها القانون فهو مسؤول مسؤولية فردية و هكذا يكون العقاب مشروعا حيث أصبح حقا من حقوقه و لا بد من إنصافه قال الفيلسوف المثالي أفلاطون " "إن الله بريء و البشر مسؤولون عن اختيارهم الحر" و نفس المبدأ نجده عند فرقة المعتزلة حيث يعتبرون الإنسان خالق لأفعاله خيرة كانت أم شريرة يستحق الثواب إذا أحسن و أصاب و يستحق العقاب إذا أساء الاختيار كذلك كانط يرى أن الشرير يختار فعله السيئ بمحض إرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث يقول هيجل " إن إرادة الفرد متضمنة في تصرف المجرم و باعتبار العقوبة جزءا من حقه ففي ذلك تشريف للمجرم من حيث هو كائن عاقل " النقد / أن هذا الموقف يحمل الفرد كامل المسؤولية عن أفعاله و يعتبره حر في جميع تصرفاته ، و ينظر إلى الجريمة فقط متجاهلا ظروف المجرم و أحواله النفسية و الاجتماعية التي يمكن أن تدفعه إلى ارتكاب الجريمة و على هذا الأساس فان العقاب وحده قد لا يحد من انتشار الجريمة بل العكس سيولد روح الانتقام -ب- رأي الوضعيين– أن الجزاء له هدف اجتماعي كالإصلاح والتربية من أجل وقاية المجتمع من الجريمة ، و ينبغي أن ننظر إلى ظروف المجرم و أحواله المختلفة لأنه ليس حر بل مدفوع إلى الجريمة بواسطة الحتميات( الحتمية النفسية ) أن السلوك الإجرامي في نظر مدرسة فرو يد له دوافع نفسية لاشعورية فهو مرتبط بالرغبات المكبوتة و النزوات الخفية و ما عاشه الفرد في حياته الماضية مثلا عندما يفقد الطفل عطف و حنان والديه تتولد بداخله ميول عدوانيــــة، كذالك السارق إنما يهدف من وراء فعله إلى استرجاع ما سلب منه في طفولته و عليه ينبغي التعامل مع المجرمين كمرضى يجب معالجتهم بالتحليل النفسي . (الحتمية الاجتماعية) يرجع العالم الايطالي انريكو فيري السلوك الإجرامي إلى أسبــاب اجتماعية لأن الفرد يتأثر ببيئته و يتصرف تبعا للجماعة التي ينتمي إليها يقول " أن الجريمة ثمرة حتمية لظـــروف اجتماعية و تربوية خاصة " فانتشار الفقر و البطالة و التشرد و التفاوت الطبقي الرهيب يدفع بالإفراد إلى الانحراف عن القانون بغية تأمين لقمة العيش أو الكسب المزيد من الثروة على حساب الآخرين، و عليه لا يمكن معــــــــالجة مشكلة الإجرام إلا بإصلاح الأوضاع الاجتماعية كإزالة الفوارق و توفير مناصب شغل و غيرها من الحلول الوقائيــة.( الحتمية البيولوجية ) يرجع العالم الايطالي لامبروزو السلوك الإجرامي إلى أسباب وراثية ، فالمجرم له استعداد طبيعي للإجرام ؛ يرث دوافع الجريمة المتمثلة في بعض الخصائص الجسمية غير عادية كظهور نتـــوؤات في الجمجمة وجحوظ العينيــــــــن و غيرها فتجعله متوحشا منذ البداية لا يمتثل للقانون فيقع فريسة للجريمة و المجرمون خمسة أنواع ثلاثة منهم حالات خطيرة ينبغي استئصالهم من المجتمع كحل وقائي و هم مجرمون بالفطرة و مجرمون جنون و مجرمون بالعادة ، أما المجرميـــن بالعاطفة أو بالصدفة يمكن إصلاحهم و إعادة دمجهم في المجتمع . النقد / إن إلغاء دور العقل و الإرادة في الفعل الإجرامي لا يقي المجتمع من الجريمة ، بل العكس سيدفع إلى انتشـار الجريمة أكثر كونه يرفع المسؤولية عن المجرم ، بحجة الأسباب النفسية اللاشعورية التي لا يزال الجدل قائم حولها أو تردي الأوضاع الاجتماعية ؛ لو كان المجتمع هو المسؤول عن انحراف أفراده فكيف نفسر التزام الكثير من الفقراء و المحتاجين بالأخلاق الفاضلة ؟ أما القول بان الإجرام مرتبط بالعوامل البيولوجية أمر يكذبه الواقع لأننا نجد الكثير من المجرمين لا يحملون تلك الصفات التي تحدث عنها لامبروزو و العكس صحيح .. *التركيب و الحل * - الجزاء حسب ما نتعامل به السلطات القضائية في هذا العصر قصاص و إصلاح في نفس الوقت حيث يعاقب المجرم بالنظر إلى خطورة الجريمة و نسبة المسؤولية الفردية التي تجلت في فعله الإجرامي ، و تخفف إذا قلت هذه المسؤولية بسبب الدوافع و الظروف المؤثرة مقال – -1- هل المجتمع مسؤول عن انحراف أفـراده ؟ 2- أثبت صحة الأطروحة التالية (المجرم مدفوع إلى الجريمة )
| |
|