بحث حول السكري
مقــــــدمـــــــــة
يتكون الجسم من ملايين الخلايا التي تحتاج الى الطاقة لأداء وظائفها.
يتحول الطعام الذي نتناوله الى سكر معروف بالغلوكوز وينتقل الى الخلايا عبر مجرى الدم
ويعتبر عنصرا أساسيا حيث تحتاج اليه الخلايا لإنتاج الطاقة
ولدخول السكر الى الدم هنالك شرطان:
1-توفر مستقبلات كافية لاستقبال السكر في الخلايا
2-توفر مادة الانسولين الضرورية لعمل المستقبلات وهي هرمون كيميائي ينتجه البنكرياس يختلف مستواه
في الدم باختلاف كمية الغلوكوز الموجودة فيه.
عند توفر الشرطين السابقين يدخل الغلوكوز الى الخلايا ويستخدم لإنتاج الطاقة لان الطاقة مهمة لبناء الجسم.
وعند عدم توفرهما تحدث مضاعفات متعلقة بمرض يدعى مرض السكري والذي سنتعرف عليه في بحثنا هذا
السكري هو حالة ناتجة عن خلل في التمثيل الغذائي للمواد النشوية يصحبها ارتفاع مزمن لمستوى السكر (الجلوكوز)
بالدم وظهوره في البول
والجلوكوز هو أحد أنواع السكر الناتج عن عملية هضم جزء من الطعام,
وهو ضروري للحصول على الطاقة اللازمة لأداء وظائف أعضاء الجسم المختلفة
وفي الجسم توجد غدة تعرف بالبنكرياس توجد خلف المعدة تقوم بإفراز مادة تعرف( بهرمون الأنسولين)
وهو المسؤول الأول عن تنظيم التمثيل الغذائي للمواد النشوية والسكرية في الجسم ....
ويقوم بهذه الوظيفة عن طريق الالتصاق بأماكن محددة على جدار الخلايا الخارجي لإدخال الجلوكوز
الموجود في الدم اليها حتى تستطيع كل خلية من القيام بوظائفها .....
وفي حالة حدوث نقص في كمية الأنسولين أو وجود خلل ما في الأماكن المحددة للأنسولين على جدران الخلايا,
تزداد بسببه كمية الجلوكوز (السكر) في الدم مع عدم قدرة خلايا الجسم المختلفة على الاستفادة من السكر
الموجود بالدم ...مما يتبعها أمكانية ظهور أعراض داء السكر
سكري النمط الأول
غالبا ما يحدث نتيجة لخلل في الجهاز المناعي او التهاب فيروسي يصيب البنكرياس .
او خسارة الخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في خلايا جزر لانجر هانس بالبنكرياس مما يؤدي إلى نقص الأنسولين.
ورغم أن الوراثة تلعب دورًا في الإصابة بهذا النوع نظرًا لوجود جينات وراثية معينة تنتشر لدى هؤلاء المرضى،
إلا أن عوامل محيطية أخرى تساعد على ظهور المرض عند بعض المرضى واختفائه لدى الآخرين
سكري النمط الثاني
يحدث هذا النوع بسبب مناعة في مستقبلات الأنسولين الموجودة على سطح الخلايا أو نقص في عددها
يمنع الأنسولين من العمل بصورة طبيعية أو ربما كان هناك خلل يكمن في داخل الخلايا نفسها
بحيث لا يتم احتراق السكر بداخلها على الوجه المطلوب
سكري الحوامل
سكري الحوامل يماثل النمط الثاني في العديد من الأوجه فعلى سبيل المثال يتشابهان في قلة الأنسولين
النسبية وضعف استجابة أنسجة الجسم لمفعول الأنسولين. ويعاني حوالي 2 – 5% من الحوامل
من هذا المرض ولكنه يختفي أو تتحسن حالة الأم بعد الولادة. ويمكن الشفاء من سكري الحوامل بصورة نهائية
ولكنه يتطلب مراقبة طبية دقيقة أثناء فترة الحمل. ولكن حوالي 20 – 50% من الأمهات اللاتي عانين من سكري الحوامل يمكن أن يصابوا بالنوع الثاني في مراحل لاحقة من حياتهم.و على الرغم من أن الإصابة وقتية وليست دائمة
إلا أن سكري الحوامل يمكن أن يدمر صحة الأم الحامل أو صحة الجنين.
أسباب مرض السكري
*السمنة 85% من الحالات
*تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري في أقارب من الدرجة الأولى74-100% من الحالات.
*الأكل المفرط للدهون والنشويات
*ارتفاع في منسوب الكوليسترولوالدهون الثلاثية الترغليسيرد
*المصابون بضغط الدم
الاعراض
الأعراض المتعارف عليها تقليدياً لمرض السكري هي زيادة التبول وزيادة العطش وبالتالي
زيادة تناول السوائل وزيادة الشهية لتناول الطعام ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور سريعاً،
خلال أسابيع أو شهور، في النمط الأول خصوصاً إذا كان المريض طفلاً. وعلى العكس من ذلك
فإن تطور الأعراض في النمط الثاني أكثر بطأً وصعب الملاحظة بل ويمكن أن تكون غائبة تماما.
ويمكن أن يسبب النمط الأول فقدانا سريعا للوزن ولكنه كبير، على الرغم من أن تناول المرضى للطعام يكون طبيعياً
أو حتى زائداً، كما يمكنه أن يسبب خمولا وتعبا مستمرا. وتظهر كل هذه الأعراض ماعدا فقدان الوزن
في مرضى النمط الثاني الذين لا يولون المرض الرعاية الكافية.
التشخيص
بإمكان فحص بسيط للدم أن يشخص السكري. و أحد الفحوص هو فحص مستوى الجلوكوز الصائم
حيث يتم الامتناع عن الأكل لمدة 8 ساعات و عند الحصول على نتيجة فوق 126
يعتبر ذلك إصابة بالسكري. كما يوجد فحص آخر هو أيسي ون تيست
و هو ( مقياس ارتباط الجلوكوز بهيموجلوبين الدم على مدى 120 يوم) حيث يبين مستوى سكر الدم
على مدى شهرين إلى ثلاثة أشهر و عند الحصول على نتيجة 6.5 % أو أكثر فإن ذلك قد يعني الإصابة بالسكري.
الوقاية
ممارسة الرياضة بانتظام.
إنقاص الشحوم والسعرات الحرارية المتناولة.
إنقاص الوزن.
إنقاص الضغط.
إنقاص الكولسترول
شفاء النمط الأول من السكري
لا يوجد علاج عملي للنمط الأول من السكري. ويرجع سبب الإصابة به إلى فشل أحد أنواع الخلايا الخاصة
بعضو وحيد يقوم بوظيفة بسيطة نسبياً، وقد أدت هذه الحقيقة إلى القيام بالعديد من الدراسات لمحاولة إيجاد
علاج ممكن لهذا النمط ومعظمها ركزت على زرع بنكرياس أو خلايا باء بديلة. يمكن اعتبار إن المرضى
الذين أجروا عملية زرع بنكرياس أو بنكرياس وكلية، عندما تطور لديهم فشل كلوي سكري، وأصبحوا
لا يتعاطون الأنسولين قد "شفوا" من السكري. وقد أصبحت عملية زرع بنكرياس وكلية في نفس الوقت حلاً واعداً
ولها نفس معدلات النجاح أو أعلى من عملية زرع كلية فقط. ولكن هذه العملية تتطلب عموماً
أدوية مثبطة للمناعة على المدى البعيد ويبقى هناك احتمال أن يرفض الجهاز المناعي العضو المزروع.
شفاء النمط الثاني من السكري
يمكن شفاء ما بين 80 إلى 100% من مرضى النمط الثاني من السكري شديدي السمنة عن طريق إجراء
أحد أنواع عمليات تدبيس المعدة. ولا يرجع تأثير العملية إلى خسارة الوزن لأن علامات الشفاء تظهر خلال أيام
من العملية أي قبل أن تحدث خسارة كبيرة لوزن المريض. والسبب الحقيقي هو تغير نمط إفراز هرمونات الجهاز الهضمي بسبب الالتفاف (تدبيس المعدة) وإزالة الاثني عشر والصائم الداني اللذان يشكلان معاً الجزء العلوي
أو الداني من الأمعاء الدقيقة. وترجح إحدى النظريات حدوث عطل في وظيفة الأمعاء الدقيقة العلوية
عند الإصابة بالنمط الثاني؛ ولذلك فإن استئصالها يزيل مصدر لهرمون مجهول يساهم في زيادة مقاومة الأنسولين.
وقد تم إجراء هذه العملية على نطاق واسع للمرضى الذين يعانون من بدانة مرضية وقد أفادت في تقليل
معدل الوفيات لأي سبب إلى نسبة 40%، وقد تم إجراء عمليات مماثلة لعدد قليل من المرضى
ذوي بدانة عادية أو متوسطة
الاضطرابات الحادة للسكري
الشرايين
مع مرور الوقت قد يسبب السكري من النوع الثاني الذي لا يتم معالجته و السيطرة عليه بشكل جيد الضرر
للعديد من أجهزة الجسم.
يقدر بأن 2 من أصل 3 مصابين بالسكري يموتون بسبب أمراض القلب.
يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند الأشخاص المصابين بالسكري ب 2 إلى 4 مرات.
الأشخاص المصابين بالسكري أكثر عرضة لتكوين الترسبات بالشرايين و التي تقلل من تدفق الدم
و تزيد نسبة جلطات الدم, تسمى هذه الحالة بتصلب الشرايين
و التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية و السكتة الدماغية
الكلى
كل ما زادت مدة الإصابة بالسكري كلما زاد خطر الإصابة بمرض الفشل الكلوي المزمن.
السيطرة على عوامل الخطر مثل السكري الغير مسيطر عليه و ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع الكولسترول
يقلل من خطر الإصابة بهذا المرض.
يتم عمل الفحص السنوي لوظائف الكلى واستخدام الأدوية التي تبطئ تطور أمراض الكلى
لتقليل خطر الإصابة بالفشل الكلوي
العيون
يسبب ارتفاع مستوى السكر بالدم الضرر للأوعية الدموية فائقة الصغر و التي تمد شبكية العين بالأكسجين
و المواد الغذائية. و تسمى هذه المضاعفة باعتلال الشبكية السكري و الذي قد يسبب فقدان تدريجي للرؤية لا رجعة فيه.
و هو أحد الأسباب الرئيسية للعمى في الأشخاص ما بين سن 20 و 60.
الام الاعصاب
• عدم السيطرة على السكري و ارتفاع مستوى السكر بالدم مع مرور الوقت يزيد من خطر تلف وضرر الأعصاب .
و تشمل الأعراض التنميل و التخدير و الألم و الشعور بإحساس يشبه نغز المسامير و الإبر على مناطق الأصابع
و اليدين و الأقدام. حدوث تلف الأعصاب لا يمكن عكسه لكن هناك علاجات قد تخفف من الألم و التنميل.
يؤثر ضرر الأعصاب على العديد من أجهزة الجسم مثل الجهاز الهضمي على سبيل المثال.
لذلك فإن السيطرة على مرض السكري قد يساعد بمنع المزيد من الضرر على الأعصاب.
القدم السكري
الضرر المسبب من تلف الأعصاب ‘يصعب
عملية الإحساس في منطقة القدم و الكشف عن الإصابات. و في نفس الوقت فإن تصلب
الشرايين يؤدي إلى ضعف تدفق الدم لمنطقة القدم. مما يؤدي ذلك لإمكانية حدوث تقرحات و جروح القدمين
و الغرغرينا. و في الحالات الخطيرة ,قد تؤدي العدوى و الالتهابات البكتيرية
التي لا يتم الاهتمام بها لعملية بتر القدم