الشيخ بلقاسم بشيشي(سدراتة ولاية سوق اهراس)

بســـــــــــــــــم الله الرحمــن الرحيـــم

الشيخ بلقاسم بشيشي

الكلام عن العظماء هو في أصله استمدادا من أرواحهم الفياضة الطاهرة، ونفوسهم الراقية الزكية، وعقولهم النيرة

الصافية، غير أن الناس من طبعهم النسيان وقلة الوفاء، وخاصة لأولئك الذين غادروا هذه الدنيا إلى العالم الآخر، وحتى

نكون أوفياء لعلمائنا، ونتذكر مآثرهم، ارتأت ''الرائد'' أن تقف وقفة مع أحد العلماء المشهود لهم بالعلم والمعرفة وأحد

رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

الشيخ "بلقاسم بشيشي اللوجاني السدراتي السوقهراسي

الذي ولد سنة 1881 في منطقة واد الشارف الواقعة بين مدينة ڤالمة وسدراتة،

واشتهر في التاريخ الإسلامي كداعية ومرب وكان من مؤسسي  جمعية العلماء المسلمين الإصلاحية،

ويرجع الفضل في تكوينه إلى والده الشريف بن بلقاسم

ثم التحق بزاوية لبناقرية بعد أن حفظ القرآن الكريم حيث درس الفقه وأصول الدين

ثم رحل إلى تونس لمواصلة دراسته ومكث فيها قرابة السنتين تعلم من خلالها التفسير وعلوم اللغة والأدب والنحو

والصرف والبلاغة

ثم انتقل إلى جامع الزيتونة ودرس في هذا المعلم الإسلامي قرابة أربع سنوات نهل فيه من مختلف العلوم والمعارف.

ولأن حبه للعلم لا يفتر جعله يتطلع إلى منارة جديدة للعلم فاختار جامع الأزهر الشريف بمصر

ونتيجة شجاعته الأدبية انتخبه زملاؤه إماما عليهم، وكان يقوم بنشاط هام في الدعوة تمثل في إلقاء دروس الوعظ

والإرشاد وخطب الجمعة  والإشراف على الطلبة المغاربة المتواجدين في مصر للدراسة. وقد سافر عدة مرات إلى

السودان معلما، وتخرج من  جامع الأزهر سنة 1911 قضى فيه قرابة 6 سنوات، ثم عاد إلى الجزائر وبالضبط إلى

مسقط رأسه ببلدية سدراتة ولاية سوق أهراس، فكون الشيخ بلقاسم اللوجاني في الثلاثينيات جمعية دينية من أعيان المنطقة

كالشيخ بارح والشيخ إبراهيم بن سليمان روايسية وماضي خليفة وغيرهم...

حيث تتكفل هذه الجمعية بجمع التبرعات لبناء المسجد العتيق الذي يعد واحدا من بين 14 مسجدا حرا على الصعيد

الوطني، ملأه الشيخ بلقاسم علما ومعرفة وتوجيه ودروس مختلفة في جميع العلوم،

وكما طلب الشيخ في سنة 1921من بعض أعيان البلدة رخصة فتح نادي للشباب سماها "نادي المسلم" ولم يسمح له

الاحتلال بذلك إلا بعد سنوات، كما أن الشيخ يعد عضوا بارزا في المكتب التنفيذي لجمعية العلماء المسلمين بعد تكوينها.

فاضت روحه إلى بارئها يوم الإثنين 7 سبتمبر سنة 1954.

رحم الله شيخنا رحمة واسعة.



المصدر يومية جريدة الرائد