فن الرسم والتصوير
تعريف
الرسم هو التعبير عن الأشياء بالخط ، وقد يكون الرسم (Drawing) إعداد لعمل آخر ، وقد يكون غاية في حد ذاته .
ويمكن الحصول على الرسم بأي أداة خطية ، أما التصوير (Painting) فيعتبر من ناحية الأداء فن توزيع الألوان والأصباغ على أسطح مستوية متنوعة ، من أجل الايجاد الاحساس بالمسافة وبالحركة والملمس والشكل إلى جانب جمال الإحساس بالقيم الناتجة عن تكوينات العناصر المختلفة .
ويختلف فن التصوير في مفهومه ومضامينه العملية عن التصوير الفوتوغرافي (photographic) الذي يتطلب معدات وكاميرات علاوة على تجهيزات خاصة وأدوات لتحميض الأفلام وإظهار الصور بأساليب وطرائق فن التصوير ، أو ما يطلق عليه التصوير الزيتي .
كما أن فن الرسم والتصوير هو ترجمة الإحساس والإدراك البصري بالخط واللون ، أو التعبير عن موضوع ، أو فكرة ، بواسطة وسائل التنفيذ اللونية بأنواعها وتركيباتها المختلفة على مسطحات الرسم المتنوعة والمناسبة لهذا الغرض ، كما أنه أحد أعمال الإبداع التي توقظ العاطفة وترتقي بالإحساس وتنمي الذوق الجمالي .
وفي هذا المقرر نتعرف على مسار الفنون ونشأتها منذ القدم ، كالفن البدائي مرورًا بالعصور والفنون المختلفة حتى فن المنمنمات ، كما نتطرق إلى عناصر العمل الفني وأنواع التصوير .
الفن البدائي
إن الله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون الرائع بجماله وما حواه من طبيعة فاتنة ، وألوان وظلال وأشكال ، وتقلب بين الفصول على مدار العام من صيف وخريف وشتاء وربيع ، خلق فيه الإنسان وأمره بالتفكير والنظر والتأمل في هذا الإبداع الرائع .
ومنذ تلك الأيام والإنسان يحاول أن يفرغ شحنات نفسه وطاقاته وأحاسيسه وشعوره لما يرى ويبصر ، كما إن في نفس الإنسان منذ ولادته حاسة جمالية متأصلة فيه ، ومميزة له ، تلك هي الطاقة الروحية المتأججة في صدره ، وهي التي تجعله يؤمن بما للفن من أثر صالح ، وشحذ للأذواق ، وبسط لمظاهر الجمال ، فيستجيب لندائه الروحي ويفيض قلبه لتمجيد الخالق الذي أبدع هذا الكون .
والذي يميز الفن إنما هو عنصر العاطفة واندماج الوجدان في العمل الفني حيث يحدث إحساسًا مريحًا ونشوة روحية رائعة تسمو بالفنان من دائرة حياته اليومية ، إلى حياة سامية متجددة تبعث على تنشيط روحه وتطور في خياله وفكره ، ولكل إنسان رؤية فنية وإحساس خاص به ومشاعر خاصة ووجهة نظر في الرؤية في جمال الأشياء .
كل ذلك دفع الإنسان إلى المحاكاة وتقليد وتخليد الرؤية فما كان منه إلا أن حفر على الصخر نقوشًا عبر فيها عن مكنوناته كوسيلة للتعبير بها عن حياته ، بفطرته وحبه للجمال كما صور على جدران الكهوف التي سكنها في البدء صراعاته اليومية مع حيوانات البيئة المتوحشة إلى جانب بعض الرموز تزين مسكنه وأدواته .
منقول